هذا المقال تم نشره في مجلة د. ميديا بتاريخ 04-03-2014، والتي تم توزيعها مجانا في ملتقى مغردون سعوديون
أعداد المشتركين في الشبكات الإجتماعية في تزايد مستمر، حيث يصل مستخدمو تويتر مثلا في شهر أكتوبر 2013 حسب أحد الدراسات إلى حوالي 904 مليون مستخدم، وفي دراسة أخرى وصل عدد مستخدمي فيسبوك في أواخر 2013 إلى حوالي 1230 مليون مستخدم. بالطبع كل مستخدم يقوم بإستخدام شبكته الإجتماعية المفضلة بطريقته الخاصة، منهم من يقوم بكتابة النصوص، ومنهم من يقوم برفع الصور، ومنهم من يقوم برفع مقاطع الفيديو، ومنهم من يقوم بكل ما ذُكر.
بسبب التطور التقني في أدوات وأجهزة الوسائط المتعددة أصبح من الممكن أن يصل حجم ملف فيديو عالي الوضوح واحد مثلا إلى أكثر من 1 جيجابايت، إذا تخيلنا أن نصف عدد مستخدمي فيسبوك أعلاه (615 مليون) قامو برفع ملف فيديو حجمه نصف الحجم السابق (0.512 جيجابايت)، يحتاج عندها الموقع أن يوفر مساحة تخزين حجمها أكثر من 307 مليون جيجابيات، مما يطرح بعض الأسئلة، كيف يمكن لهذه الشبكات أن تتحمل تقديم مساحات تخزين مجانية بهذا الحجم المهول؟ وماهي نوعية الأنظمة والأجهزة التي تستخدمها لهذا الغرض؟ عند النظر للموضوع من هذه الزاوية، نجد أن هذه الشبكات تعتبر من أفضل أمثلة الخدمات التي تعتمد على ما يسمى بتقنيات الحوسبة السحابية، الأمر الذي يجرنا إلى السؤال، ماهي الحوسبة السحابية؟
الحوسبة السحابية هي أنظمة حاسوبية متوافرة عند الطلب عبر الشبكة (شبكة الانترنت او شبكة خاصة) وتقدم العديد من الخدمات التي تتم عملية معالجتها في الشبكة او ما يسمى “السحاب”.
تعتمد شبكات الحوسبة السحابية العامة على إستخدام موارد أجهزة الخادم البعيدة عن طريق الإنترنت لتنفيذ عملية معينة لا يتم التعامل معها محليا لعدة أسباب، منها عدم قدرة الموارد المحلية على التنفيذ، أو لرخص قيمة إستخدام موارد شبكات الحوسبة السحابية العامة مقارنة بتجهيز الموارد محليا.
تقوم شبكات الحوسبة السحابية الخاصة من ناحية أخرى بتوفير إمكانات وتطبيقات مشابهة للشبكات العامة لكن بشكل مركزي بداخل المنظمة، بحيث يستطيع جميع أعضاء هذه المنظمة المصرح لهم الإستفادة منها كل حسب حاجته. فيسبوك كما ذكرنا سابقا مثال حي لهذا النوع من شبكات حوسبة السحاب.
تقسم تقنيات الحوسبة السحابية إلى ثلاثة أقسام أساسية، التخزين، معالجة البيانات، التطبيقات، تتفرع من هذه التقسيمات العديد من الخدمات والتطبيقات والتي يستخدمها الكثير منا بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بعلم منا أو بدون علم. في التخزين كمثال، يقوم الكثير منا بتخزين ملفاته بشكل مباشر في دروب بوكس، قووقل درايف وغيرها، والكثير منا يقوم بعمل النسخ الإحتياطي لملفات الأجهزة التي تستخدم نظام آي أو إس للأيفون والأيباد إلخ في خدمة آي كلاود التي تقدمها أبل، بالإضافة إلى الكثير من الإستخدامات التي قد لا يعي المستخدم العادي أنها مرتبطة بتقنيات الحوسبة السحابية.
تعتبر تقنيات الحوسبة السحابية قديمة حديثة، قديمة حيث تعتمد على أُسُس الشبكات وأنظمة الخادم المعروفة قديما، وحديثة من ناحية إعتمادها على تقنيات الشبكات وتقنيات الويب الحديثة، ويتوقع للحوسبة السحابية أن تكون المستقبل حيث ستكون هي الخيار الأمثل للأفراد والشركات سواء الكبيرة منها أو الصغيرة للقيام بالأعمال بأفضل وأرخص الطرق، وأكثرها جودة وفعالية.